من المؤسف جداً ان تكون في هذا الوضع
ولكن ذلك هو الواقع
المشكلة أنها مؤسسة تعليمية وتربوية
ولكن كيف تكون كذلك وهي تقوم بإهانة استاتذتها الذين هم عماد هذه المؤسسة فأين حق الأستاذ
الذي يمضي وقتا طويلا في التحضير حتى يوصل المعلومة بالشكل الصحيح للطالب فأن تذمر احد الطلاب اصبح هذا الاستاذ دون المستوى رغم شهادة الكثير من الطلاب بحقه فأن طالب واحد يكفي للحكم عليه بأنه دون المستوى
والمشكلة في المؤسسات الربحية لايهمها مدى الاستفادة الذي يجنيها الطالب من الدراسة
بقدر ما يهمها المال فتسعى لتحقيق رغبات الطلاب
حتى تتحقق له الفائدة الربحية على حساب الطالب
الذي قد يخرج من الكورس الدراسي غير واعي
لأساسيات هذا المقرر
وقد يكون اجتيازه للامتحان على سبيل
الدراسة المسبقة لاجوبة الأسئلة
دون فهمها حتى
من المؤسف ان يكون هذا واقع معظم المؤسسات التعليمية فأين الوزارات الحكومية من ذلك
و من المستهجن ان يكون المدرس
هدفا سهلا لتحقيق رغبات المؤسسة التعليمية
بدون أي رادع أو وازع ديني و أخلاقي
هاهي ذي الصدفة تفاجئني
لترسم لي حظا كما ينبغي للآخرين
اول لحظة تلقيت فيها هاتف مقابلة العمل كانت
لحظة قد نسيت فيها موضوع العمل أساسا بعد
مضي ما يقارب الثلاث سنوات بدون أي بادرة أمل
الراتب زهيد لايهم
أريد أن اعمل لحصد ثمرة خمس سنوات من الكفاح
المتواصل
ستكون فترة تجربة
لا يهم الأهم أن احصل على فرصة لأثبت كفائتي
وهاهي ذي قائمة التنازلات المعهودة
البعض منا قد يعمل لثمان ساعات متواصلة لحصد الخبرة المتوقع أنها تثبت كفائته
فهذه التنازلات لا تعد شيء ممكن بالنسبة لكثيرين
ممن دمرتهم البطالة و وقعوا في فخ الاستغلالين
مع بداية مشواره المهني
لا أخفي عليكم قد تعطي قائمة التنازلات تلك
انطباعا سلبيا عند رب العمل
فكن حذرا و قارئا جيدا لتلك الانطباعات
للوهلة الأولى كل ما تريده هو العمل أو بالأحرى الفرصة
و بعد مدة ستكتشف انك ما كنت سوى فرصة
و بداية لاستغلال آخرين يحملون نفس طموحك و احتياجك
لحظات وأصبحت شخص عامل براتب زهيد
لم يكن معي من هم بنفس التخصص حتى لحصد الخبرات
فكان الاعتماد على النفس كليا
اذكر اول راتب لي حينما عملت بدوام كمتدربة
كانت لحظة لا تنسى بددته باليوم الأول
لانه لا يتجاوز الاربعون
دينارا !
هل سبق لك ان عشت زمنا لم تكن تدري انه سيسكنك طويلا ؟!
انا عشت ذلك الزمن على حين غفلة وقعت فيه لا ... لم يكن وقوعا بل غرقاا
و ما زال يسكنني و اشتاق اليه كثيرا فالغياب كما هو موجع فهو آسر...
اشتاق لذلك الصبح و تلك الادوات و تلك الاحداق و تلك الكلمات و تلك اللحظات التي تعيش في و لا اقدر ان اعيشها !
مازال يسكنني رغم رحيلي عنه يرتل كل يوم
لحظاته يرسم الوانه في ذاكرة ... اشتاقك
قف ما اجملك !
حينما كنت طفلة كانت الأشياء حولي جميلة و سهل جدا ان تحاول استكشافها و الدخول الى معالمها فأن اخطأت فأنت في نظر الناس ما زلت طفلا و المغامرة مباحة بالنسبة للأطفال لأنها تعلمهم اكتشاف الأشياء وكيفياتها حتى لو كان ذلك تحت رقابة ارق القلوب واحناها علينا ..
يعني تخيلوا لو كان هذا العالم كله ما في احد و كل شيء في متناول ايدك وكل شيء يقاد الكترونيا ..الطائرة والسيارة والقطار
و حتى لو ما عندك ليسن سيارة مسموح لك انك تشدخ اي طوفة او شجرة قدامك .. عادي الواحد يغلط المهم يتعلم من غلطه .. مو هذا اللي تعلمناه يوم كنا صغار وللحين نتعلمه ..!
لأن حين نكبر يعتقد البعض ان تلك الأخطاء الطفولية لا تليق بالكبار فنستبدلها بأخطاء تناسب سني عمرنا اكبر و اكثر عمقا من ان تكون خطأ طفولي فيكون العقاب كبيرا لا يتحمله الطفل الذي فينا و لا يصبر عليه الا اننا مجبرون دوما على تحمل نتائج الخطأ بحجم الخطأ او اكبر مما تبلغه من العمر و منها دوما تولد الكثير من الخسارات و الخيبات و الآلام والحزن الا ان هذا الطفل الذي يسكننا و الذي تعود على العبث والأخطاء يكون اكثر صلابة و تمييزا بين الأسود والأبيض فلا يتعثر مجددا
اولا بسوق سيارة وبلا ليسن و بلا كلام فاضي و لا مدربين يرفعون الضغط ولا محاولات فاشلة للبحث عن مدربة على قولة احدى الأخوات ست الحسن ..
ثانيا
ممكن اتسدح على الرمل ... الرمال الذهبية الدافئة احس بقطرات ماء البحر و هي تداعب قدمي و بدفئ الرمال و الشمس الساطعة و نسمات الهواء البارد تلاعب شعري و... اغرق واغرق واغرق
حتى امتلأ بالماء والملح دون ان يتملق احد هنا و هناك و يبحلقون وترتفع حواجبهم ويفتحون افواههم بأستغراب على امرأة - فقدت آخر قطرات ماء الحياء-
لأنه لا يوجد احد فمباح لي ان اعمل كل هذا فلست اصطنع الفتنة هنا ..
واجمل الأشياء هو الرمل الذي تتسخ منه ملابسنا غير آبهين الا بسكب المزيد منه على قلاعنا الخيالية
سأصنع اكبر قلعة خيالية عرفها الوجود من رمال الشاطىء
و حينما تمطر الدنيا وتصبح الشمس كمصباح ذا ضوء خافت بين الغيوم لن اغادر مكاني و سأفتح فمي حتى يمتلأ من ماء المطر و البرد و اهرول في الشوارع كالأطفال حافية القدمين دون ان اكثرت لزجاج او اوساخ متساقطة على الأرض! لا يتكرر المطر في بلادنا كل عام الا مرات محدودة تعد بأصبع اليد ..
لن ارجع الى البيت الا كفرخ مبلل من المطر ..
و بما ان في طيارات اتو ماتيك .. لأني مو كفو اسوق طيارة .. سيارة و مشينا العزا لكن طيارة ههههههه
كما يقول المثل الدارج بالأنجليزية NO way
راح اروح جزر هاواي و سيبريا و اسبانيا و اتلانتس و كل البلاد الحلوة اللي شغف قلبي لرؤيتها على الطبيعة
بدون قيود واعتبارات لأموال و التزامات و تقاليد ...!
ثالثا و اخيرا و هو الأهم
سأتخلص من قيود كثيرة منها
لن اكون بحاجة الى طرح المجاملات او سماعها و حينها سأكون اكثر صدقا مع نفسي ولن ارى اناس بعد اليوم ترتدي ملابس المثالية في عالم اقل ما يقال عنه انه خربة و لا المحاولات المتعددة لمجاملة البعض او الأنسحاب بطريقة لبقة حتى لا تتسبب في جرح الى احد
اضف الى ذلك كمية المناسبات السخيفة التي سوف اتحرر منها والتي يمتلأ بها عالمنا العربي بقدر ما هو دافئ وحنون ! بقدر ما يمتلأ بالأكاذيب والنفاق والكلمات المضللة ..!
فأن هذه المناسبات وضعت لتزيد من الحميمية لكنها تزيدنا ابتعادا ففي كل مرة نتعرف فيها على اشخاص كنا نزعم اننا نعرفهم حقا ..
وجوه ملونة و وجوه حالكة تتصنع الحزن وأخرى مزيفة..!
لا داعي بعد اليوم لسماع كلمات المتملقين وتحديقهم الساخر و فضولهم القاتل و تنصتهم الدائم على شئونك الشخصية بشيء من اللطف ..!
آآآآآآآآآآآه حقا يا سارتر الآخرون هم الجحيم
و لكن الخوف هنا من جحيم الوحدة سوف افتقد وجوه الصادقين و اتوق للوجوه المبتسمة و الكلمات الدافئة من فم صادق او بين دفتي كتاب تغرق فيه لتبحث عنك انت ...
سوف اشتاق الروح الرطبة التي تسكب فيني الأمل .. ان جنتك جدباء يا سارتر ..
اذ لا روح فيها ..فالقلوب الملئ بالحب هي الجنة حقا ..!
الشعور بالهزيمة و خيبة الأمل لم تكن نهاية الطريق دائما يوجد هناك ما ينقصنا حتى نكمل المشوار غير آبهين
بما تحمله لنا الخيبات و الهموم ..
دائما هناك من يمدك بالسعادة ..
لأيام و انا ابحث عنها بعد ان فقدتها شيئا فشيئا في دوامة المسؤليات الى جانب تحلل وتفسخ العلاقات في
مجتمعنا و التي اصبحت ركيكة بسبب المادة فيصعب الوقوف مجددا دون ارادة ..
قررت السفر الى المدينة بعد الأحساس بالوحدة وعدم الطمأنينة و القلق تبدد هذا الشعور شيئا فشيئا في الحرم
احسست بلذة وراحة نفسية يبذل الكثير منا الجهد ليحصل على شيء منها ..
ولكن ما آذاني هو احساسي بالفشل الى جانب عدم ثقة الآخرين و المقربين مني بي وبحسن تصرفي على الرغم من قربي منهم و توددي لهم احسست بوحدة عظيمة لم تتبدد الا بداخل الحرم حيث الأمن والأمان
استعدت ثقتي بنفسي و حاولت النهوض مجددا و كان الأمل يفتح طريقه امامي ...غير آبهة بما يفعله الآخرون حولي ..!
ايمكن لي ان انزع خيوط الأمل من صدري فلا اكون واهما
او يمكن لي ان احيا مجددا دون نظرات الشفقة التي تلاحقني لأني دوما فاشلا
كيف استسلم لليأس دون ان احزن او اكتئب و دون ان اجرح
كيف ابكي دون ان يسمعني احد ومن الوم حينما افشل لأني مواطن انسان
فرحة العمر تغرق في عيني و انا انظر الى جامعتي التي امضيت فيها ما يقارب الخمس سنوات بين سهر وتعب و ايام تلتحف بالسواد تارة و بالفرح تارة أخرى ..
وانا منكبةً على كتبي..اذكر كيف تغلب علي المرض حتى كاد ان يهلكني وانا افكر في امتحان نهاية السنة من دون ادنى اهتمام لحالتي الصحية ..!
آه ايها اليوم الأخير ما اجملك .. في لحظة كنت سأقولها كما احلام قف ايها الزمن ما اجملك ..!
حينما تهاوت العقبات في عيني كذكريات و حينما لوح النجاح و الفرح يديه و انطلقت زغاريد السعادة من قلبي العجوز الذي يحلم بالصبا و لكن كما قال شوقي الا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب
رفاقي .. كليتي .. اساتذتي المحترمين شكرا على كل اوقاتي كانت كلها جميلة رغم قساوتها .. و رغم الظروف الذي يدعي البعض انها شماعة الفشل بينما هي مجرد قدر
الأماكن و العمر الجميل .. الورق الأصفر الذي لا يعود يوما اخضرا كانت اللحظة الأخيرة ومن قال ان اللحظات الجميلة تعود مجددا بنفس القوة و نفس السرعة و هي ترتدي حلة الصبا
"ايمكن ان تهدي لي موتا جميلا حينما تخذلني الحياة في المشهد الأخير"
نعم يا احلام انه الموت الجميل..!
كانت تلك اللحظة موتا جميلا في المشهد الأخير لسنوات طوال كان لابد ان تنتهي بالموت في مجتمع يمتلأ بالأموات
ولابد لمن يهدى موتا كهذا ان يستقبله بالفرح حتى يشعر بالألم و غصات الأحتضار...!
ما هو شعورك حينما تعيش في قبر يتلو من حولك عليه صلوات التقصير والفشل واللوم و ينتهي به المطاف الى عالم السياسة و السلطات والتشريعات واخطاء المسؤلين و خلافات الطوائف والفتن
و هو ميت لازال يبعد هذه الظلمة رغبة في الحياة دون جدوى
"بين الأطلال اذكريني "
رغم الفقر يا مدينتي الجميلة كانت تسعدني اللحظات التي اشعر فيها بالتعب و انا امضي الليل في العمل لأتحمل مصاريف الدراسة رغبة في حلم لا يأتي
من قال ان الأموات يحلمون ..!
كيف ابحث عن الحياة بين يدي من اهدروها ؟
كيف تعود الروح لميت و هو على قوائم الأنتظار فهو ليس من ابناء الواو و لا اجنبي حتى يحصل على كرم الضيافة و لا من اقرباء سيادتهم !
فأين يذهب من الفشل و الغباء و هو ليس ذكيا ليستغل حاجة الناس و لا ناجح لأنه مؤهل و غير كفؤ لأنه لا يملك -الواو-
و لكنه ما زال يرغب بالحياة
كيف يكون من زمرة الناجحين ؟!
هل يهدر هو ايضا حياة الآخرين و يستغل حاجاتهم ؟ ام ينتظر في قوائم الموتى حتى تتاح له فرصة الحياة
ام يودع تلك الأطلال لمدينة تعودت على ذكراه
فهي تحب ان تعيش في ذكريات موتاها لتأخذ شيئا من العزاء في فقدهم
سلامات يا وطني .. أحبك حاول ان تذكرني!