حينما كنت طفلة كانت الأشياء حولي جميلة و سهل جدا ان تحاول استكشافها و الدخول الى معالمها فأن اخطأت فأنت في نظر الناس ما زلت طفلا و المغامرة مباحة بالنسبة للأطفال لأنها تعلمهم اكتشاف الأشياء وكيفياتها حتى لو كان ذلك تحت رقابة ارق القلوب واحناها علينا ..
يعني تخيلوا لو كان هذا العالم كله ما في احد و كل شيء في متناول ايدك وكل شيء يقاد الكترونيا ..الطائرة والسيارة والقطار
و حتى لو ما عندك ليسن سيارة مسموح لك انك تشدخ اي طوفة او شجرة قدامك .. عادي الواحد يغلط المهم يتعلم من غلطه .. مو هذا اللي تعلمناه يوم كنا صغار وللحين نتعلمه ..!
لأن حين نكبر يعتقد البعض ان تلك الأخطاء الطفولية لا تليق بالكبار فنستبدلها بأخطاء تناسب سني عمرنا اكبر و اكثر عمقا من ان تكون خطأ طفولي فيكون العقاب كبيرا لا يتحمله الطفل الذي فينا و لا يصبر عليه الا اننا مجبرون دوما على تحمل نتائج الخطأ بحجم الخطأ او اكبر مما تبلغه من العمر و منها دوما تولد الكثير من الخسارات و الخيبات و الآلام والحزن الا ان هذا الطفل الذي يسكننا و الذي تعود على العبث والأخطاء يكون اكثر صلابة و تمييزا بين الأسود والأبيض فلا يتعثر مجددا
اولا بسوق سيارة وبلا ليسن و بلا كلام فاضي و لا مدربين يرفعون الضغط ولا محاولات فاشلة للبحث عن مدربة على قولة احدى الأخوات ست الحسن ..
ثانيا
ممكن اتسدح على الرمل ... الرمال الذهبية الدافئة احس بقطرات ماء البحر و هي تداعب قدمي و بدفئ الرمال و الشمس الساطعة و نسمات الهواء البارد تلاعب شعري و... اغرق واغرق واغرق
حتى امتلأ بالماء والملح دون ان يتملق احد هنا و هناك و يبحلقون وترتفع حواجبهم ويفتحون افواههم بأستغراب على امرأة - فقدت آخر قطرات ماء الحياء-
لأنه لا يوجد احد فمباح لي ان اعمل كل هذا فلست اصطنع الفتنة هنا ..
واجمل الأشياء هو الرمل الذي تتسخ منه ملابسنا غير آبهين الا بسكب المزيد منه على قلاعنا الخيالية
سأصنع اكبر قلعة خيالية عرفها الوجود من رمال الشاطىء
و حينما تمطر الدنيا وتصبح الشمس كمصباح ذا ضوء خافت بين الغيوم لن اغادر مكاني و سأفتح فمي حتى يمتلأ من ماء المطر و البرد و اهرول في الشوارع كالأطفال حافية القدمين دون ان اكثرت لزجاج او اوساخ متساقطة على الأرض! لا يتكرر المطر في بلادنا كل عام الا مرات محدودة تعد بأصبع اليد ..
لن ارجع الى البيت الا كفرخ مبلل من المطر ..
و بما ان في طيارات اتو ماتيك .. لأني مو كفو اسوق طيارة .. سيارة و مشينا العزا لكن طيارة ههههههه
كما يقول المثل الدارج بالأنجليزية NO way
راح اروح جزر هاواي و سيبريا و اسبانيا و اتلانتس و كل البلاد الحلوة اللي شغف قلبي لرؤيتها على الطبيعة
بدون قيود واعتبارات لأموال و التزامات و تقاليد ...!
ثالثا و اخيرا و هو الأهم
سأتخلص من قيود كثيرة منها
لن اكون بحاجة الى طرح المجاملات او سماعها و حينها سأكون اكثر صدقا مع نفسي ولن ارى اناس بعد اليوم ترتدي ملابس المثالية في عالم اقل ما يقال عنه انه خربة و لا المحاولات المتعددة لمجاملة البعض او الأنسحاب بطريقة لبقة حتى لا تتسبب في جرح الى احد
اضف الى ذلك كمية المناسبات السخيفة التي سوف اتحرر منها والتي يمتلأ بها عالمنا العربي بقدر ما هو دافئ وحنون ! بقدر ما يمتلأ بالأكاذيب والنفاق والكلمات المضللة ..!
فأن هذه المناسبات وضعت لتزيد من الحميمية لكنها تزيدنا ابتعادا ففي كل مرة نتعرف فيها على اشخاص كنا نزعم اننا نعرفهم حقا ..
وجوه ملونة و وجوه حالكة تتصنع الحزن وأخرى مزيفة..!
لا داعي بعد اليوم لسماع كلمات المتملقين وتحديقهم الساخر و فضولهم القاتل و تنصتهم الدائم على شئونك الشخصية بشيء من اللطف ..!
آآآآآآآآآآآه حقا يا سارتر الآخرون هم الجحيم
و لكن الخوف هنا من جحيم الوحدة سوف افتقد وجوه الصادقين و اتوق للوجوه المبتسمة و الكلمات الدافئة من فم صادق او بين دفتي كتاب تغرق فيه لتبحث عنك انت ...
سوف اشتاق الروح الرطبة التي تسكب فيني الأمل .. ان جنتك جدباء يا سارتر ..
اذ لا روح فيها ..فالقلوب الملئ بالحب هي الجنة حقا ..!
0 التعليقات:
إرسال تعليق