جميلة هي الأحلام مثل شموع تهبنا ضياءها و تنتهي في ظلمة حالكة تبقى بداخلنا تزداد القا و تتنفس اكثر و تذوي اكثر فكلما زاد الوهج كلما شارفت النهاية و استسلمت للظلام والموت الذي حولنا ..
جميل ان تحاول بكل الطرق ان تجعل من غشاوة الهموم طريقا الى الفرح ماذا يفعل من هو وسط النار غير ان يحلم بعبير الجنة و قد تكون النار التي حوله جنة و لكنه ليس ملاكا ليعلم ما هو نعيم الجنة ....
يظل يحن لنعيم يشتعل و سط قلبه هو فقط
حينما تستبكر الحلم و تستنشق هواءه العليل و حينما تخطو اول خطوة تشعر انك قد امتلكته تفرح تموج بك احاسيس شتى ..كزاهد يغتسل بنور الإيمان
و حينما تعوي امامك زمر من الكلاب الضالة تريد التقاطه منك اما رغبة في اذلالك او بالمتعة التي يشعرون بها من اوجاعك او لأستغلال حاجتك اليها فتسحب خيوط تعلقت بها دهرا حتى تستل بذلك آخر انفاسك فتشعر بالوجع
نعم جميلة هي الأحلام و جميل هو ادراكها و لكن ليست جميلة هي الظلمات التي حولها ..
منذ فترة قد شارفت على انهاء فترة التدريب حتى انطلق من ميدان الأحتياج لسيارة على الدوام الى ميدان الأعتماد على النفس .. كثيرة هي مواعيدي و كثيرة هي الأماكن التي اود الذهاب اليها حتى ابحث عن عمل
العمل الذي يجب حينما ابحث عنه ان اعرف جيدا ان شهادة البكالريوس لا تكفي لتوظف انسانا
و لا حتى لغته الأنجليزية الجيدة ولا حتى حصوله على شهادات اضافية اخرى او برامج تدريبية
فهناك اولوية اما للجنس او للشكل او للواسطة او الطائفة وهذه هي المقومات الأساسية لشغل ارقى الوظائف
فحينما تختل احدى هذه الموازين فأن كنت مستجدا بسوق العمل فأنت لا تملك الخبرة اما حينما يكون العكس فبعد اجتيازك للأمتحان والمقابلة تنتظر الأتصال الذي لا يزورك الا بالحلم فحاول ان تنام جيدا!
ما قيمة العلم في بلاد تعشق اذلال ابناءها و تهوى ان تمشي الى الخلف غير آبهة بالسقوط ..
ماذا تفعل حينما تشعر انك مستغلا تنفجر غيظا ام بؤسا ؟!
بالأمس انتظرت المدرب ساعة كاملة بعد ان قال انه سيدربني بعد ان رحل شهر كامل دون ان امس مقود السيارة وانا مازلت في بداية مشوار التدريب الطويل النفس ..
دقيقة .. اثنان .. ثلاث .. ساعة .. و ماذا بعد
لحظات و وجدت نفسي بين الظلام الحالك و ما زلت انتظر ..
الهاتف كان يعلن دوما انه مغلق كلما حاولت الأتصال به ..
ماذا يضير من انتظر ثلاثة اشهر ليتدرب 22 ساعة ان ينتظر ساعة واحدة فقط في وسط الظلام و قد خلت المدرسة من الناس ولم يمس السيارة منذ شهر مضى وعليه ان يدخل قاعة الأمتحان بقلب الأسد و ان لا يدفن رأسه كالنعامة من شدة الخوف!
لأنها آخر الفرص فحينما لا تملك المال فأنت غير قادر على اكمال المشوار بينما كان يعتقد المدرب الظريف انه
حينما يخلف موعد التدريب و يحاول بشتى الطرق حتى اخفق بالأمتحان بدلا ان يحاول عكس هذا الشيء رغبةً
بعدد ساعات اضافية و اموالا اخرى من هؤلاء المتدربين الأغبياء بنظره !
طريقة ربحية حقا .. ولكن من انسان محتاج اليس هذا مخجل حقا
كان هذا هو الأستغلال العجيب لأنسان يدعي التدين بينما يخلف المواعيد ولا يحافظ على ان يعلم بحرص المتدرب مهارات السياقة تاركا اياه بين دوامة التخمينات و القلق من نتائج هذه الأفعال و مستغلا حاجته الملحة للتدريب.. اي نوع من البشر هو؟!
ماذا يفعل انسان يحاول جاهدا الحصول على مدرب او حتى مدربة ليتعلم و هو في اوج الأحتياج بينما حتى في هذه اصبح الأمر في بلدنا العزيز بالواو .. وكأنه يحاول الحصول على وظيفة كما اوضحت مسبقا شروط الوظائف ..!
لم اجد امامي غير القشة التي قسمت ظهر البعير و كنت اظنها القشة التي ستوصلني الى الشاطىء حتى لا اغرق في بحر الحاجة لسيارة ...!
و هكذا هي الأحلام جميلة بالمطلق و لكن الظلمة التي حولها ليست جميلة مطلقا!
0 التعليقات:
إرسال تعليق