ايمكن لي ان انزع خيوط الأمل من صدري فلا اكون واهما
او يمكن لي ان احيا مجددا دون نظرات الشفقة التي تلاحقني لأني دوما فاشلا
كيف استسلم لليأس دون ان احزن او اكتئب و دون ان اجرح
كيف ابكي دون ان يسمعني احد ومن الوم حينما افشل لأني مواطن انسان
فرحة العمر تغرق في عيني و انا انظر الى جامعتي التي امضيت فيها ما يقارب الخمس سنوات بين سهر وتعب و ايام تلتحف بالسواد تارة و بالفرح تارة أخرى ..
وانا منكبةً على كتبي..اذكر كيف تغلب علي المرض حتى كاد ان يهلكني وانا افكر في امتحان نهاية السنة من دون ادنى اهتمام لحالتي الصحية ..!
آه ايها اليوم الأخير ما اجملك .. في لحظة كنت سأقولها كما احلام قف ايها الزمن ما اجملك ..!
حينما تهاوت العقبات في عيني كذكريات و حينما لوح النجاح و الفرح يديه و انطلقت زغاريد السعادة من قلبي العجوز الذي يحلم بالصبا و لكن كما قال شوقي الا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب
رفاقي .. كليتي .. اساتذتي المحترمين شكرا على كل اوقاتي كانت كلها جميلة رغم قساوتها .. و رغم الظروف الذي يدعي البعض انها شماعة الفشل بينما هي مجرد قدر
الأماكن و العمر الجميل .. الورق الأصفر الذي لا يعود يوما اخضرا كانت اللحظة الأخيرة ومن قال ان اللحظات الجميلة تعود مجددا بنفس القوة و نفس السرعة و هي ترتدي حلة الصبا
"ايمكن ان تهدي لي موتا جميلا حينما تخذلني الحياة في المشهد الأخير"
نعم يا احلام انه الموت الجميل..!
كانت تلك اللحظة موتا جميلا في المشهد الأخير لسنوات طوال كان لابد ان تنتهي بالموت في مجتمع يمتلأ بالأموات
ولابد لمن يهدى موتا كهذا ان يستقبله بالفرح حتى يشعر بالألم و غصات الأحتضار...!
ما هو شعورك حينما تعيش في قبر يتلو من حولك عليه صلوات التقصير والفشل واللوم و ينتهي به المطاف الى عالم السياسة و السلطات والتشريعات واخطاء المسؤلين و خلافات الطوائف والفتن
و هو ميت لازال يبعد هذه الظلمة رغبة في الحياة دون جدوى
"بين الأطلال اذكريني "
رغم الفقر يا مدينتي الجميلة كانت تسعدني اللحظات التي اشعر فيها بالتعب و انا امضي الليل في العمل لأتحمل مصاريف الدراسة رغبة في حلم لا يأتي
من قال ان الأموات يحلمون ..!
كيف ابحث عن الحياة بين يدي من اهدروها ؟
كيف تعود الروح لميت و هو على قوائم الأنتظار فهو ليس من ابناء الواو و لا اجنبي حتى يحصل على كرم الضيافة و لا من اقرباء سيادتهم !
فأين يذهب من الفشل و الغباء و هو ليس ذكيا ليستغل حاجة الناس و لا ناجح لأنه مؤهل و غير كفؤ لأنه لا يملك -الواو-
و لكنه ما زال يرغب بالحياة
كيف يكون من زمرة الناجحين ؟!
هل يهدر هو ايضا حياة الآخرين و يستغل حاجاتهم ؟ ام ينتظر في قوائم الموتى حتى تتاح له فرصة الحياة
ام يودع تلك الأطلال لمدينة تعودت على ذكراه
فهي تحب ان تعيش في ذكريات موتاها لتأخذ شيئا من العزاء في فقدهم
سلامات يا وطني .. أحبك حاول ان تذكرني!
0 التعليقات:
إرسال تعليق